إن العلم بالله أشرف العلوم وأعلاها قدرا، وأسماها منزلة، وأرفعها مرتبة، لأنه متعلق بالله عز وجل.
والعلم إنما يشرف بشرف المعلوم، ولا أشرف من العلم بالله.
قال ابن العربي رحمه الله: (شرف العلم بشرف المعلوم، والباري أشرف المعلومات، والعلم بأسمائه أشرف العلوم).
وقال ابن رجب رحمه الله: (والعلم النافع: هو ما عرّف العبد بربه، ودله عليه حتى عرفه، ووحده وأنس به، واستحى من قربه، وعبده كأنه يراه).
ونضع بين يدي قرائنا هذا الكتاب النفيس (في رحاب العظمة) والذي اشتمل على جملة تأملات إيمانية في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى.
وقد سلك الكاتب في تحرير هذا الكتاب أمورًا، منها:
(1) ذكر الأسماء والحسنى بأدلتها من الكتاب والسنة.
(2) مزج بين أسماء العظمة والإجلال والرحمة والرجاء في الترتيب ليكون القارئ راغبًا راهبًا، فيكون في طريقة معرفته لربه جامعا بين الخوف والرجاء.
(3) التذكير والتأكيد على قضية التوحيد واستحقاق إفراد الله به، فهو المقصد الأعظم من هذا العلم.
(4) التركيز على قضية تعزيز عظمة الله مع كل اسم من أسمائه سبحانه وتعالى.
(5) تحرير الكتاب بأسلوب إيماني يوقظ جذوة الإيمان في القلب.
(6) السعي لتسهيل وتقريب المعنى ليكون سهلا لعامة الناس، فيقرأه الأب على أهل بيته، والمعلم على طلابه، وينتفع به الخطيب في خطبه، وإمام المسجد في قراءته على جماعة مسجده.
ونسأله الله أن يبارك في هذا العمل ويجعله خالصا لوجهه، نافعا لعباده، ذخرا لكاتبه وقارئه يوم القيامة، وأن يجعل له القبول والنفع والأثر.
