مرحباً بكم فى مشروع تعظيم الله

من كتابات مشروع تعظيم الله

آيات العظمة في تسبيح الكائنات

آيات العظمة في تسبيح الكائنات

 إنَّ الله تعالى لِكمال عظمته، ولتمام ملكه وعزَّته، تُسبِّحُ له جميعُ الكائنات، من سماء، وأرض، وجبال، وأشجار، وشمس، وقمر، وحيوان، وطيرٍ، وجميع المخلوقات تسبِّح بحمده، قال تعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء:44].

وكلمة التسبيح ” سبحان الله ” تتضمن أصلا عظيما من أصول التوحيد والإيمان بالله عز وجل، وهو تنزيهه سبحانه وتعالى عن العيب، والنقص، والأوهام الفاسدة، والظنون الكاذبة.

والتسبيح من ألفاظ التعظيم لله تعالى، عن عبد الله بن بريدة يحدث أن رجلا سأل عليا رضي الله عنه عن ” سبحان الله “، فقال: “تعظيم جلال الله”.

وقد أمر سبحانه بتعظيمه فقال تعالى: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة:74] عن حذيفة رضي الله عنه – في وصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل – قال: (وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَبَّحَ) [رواه أحمد في المسند:5/384].

وقال شيخ الإسلام: (والأمر بتسبيحه يقتضي أيضا تنزيهه عن كل عيب وسوء، وإثبات صفات الكمال له، فإن التسبيح يقتضي التنزيه، والتعظيم، والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي يحمد عليها، فيقتضي ذلك تنزيهه، وتحميده، وتكبيره، وتوحيده) [مجموع الفتاوى: 16/125].

وجميع المخلوقات تسبح الله تعالى تعظيمًا لجلاله، وقد أخبرنا الله تعالى عن ذلك في كتابه المجيد، فمن آيات عظمة الله تعالى تسبيح الجبال والطير مع نبي الله داود عليه السلام.

قال تعالى: ﴿ولَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَاجِبَالَ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرُ﴾ [سبأ:10] قال الشيخ السعدي : (ومن نِعَمِ الله تعالى عليه (أي: على داود عليه السلام) ما خصّه به من أمره تعالى الجمادات، كالجبال والحيوانات، والطيور، أن تُؤَوِّب معه، وتُرَجِّع التسبيح بحمد ربها، مجاوبةً له، وفي هذا من النعمة عليه، أنّ ذلك من خصائصه التي لم تكن لأحد قبله ولا بعده، وأن ذلك يكون منْهِضًا له ولغيره على التسبيح إذا رأوا هذه الجمادات والحيوانات، تتجاوب بتسبيح ربها، وتمجيده، وتكبيره، وتحميده، كان ذلك مما يهيّج على ذكر اللّه تعالى).

وقد أعطى الله تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم من آيات عظمته عجبًا في تسبيح الحصى والماء والطعام بين يديه صلى الله عليه وسلم:

قال الحافظ ابن كثير: “وأمّا تسبيح الطّير مع داود عليه السلام فتسبيح الجبال الصمّ أعجبُ مِن ذلك، وقد تقدّم في الحديث أنّ الحصا سبّح في كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت الأحجارُ والأشجارُ والمُدرُ (الحجارة) تسلِّم عليه صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة عن عبدالله بن أُبيٍّ عن عبدالله بن عمرو أن الرجلَ إذا قال: لا إله إلا الله، فهي كلمة الإخلاص التي لا يقبل الله من أحد عملاً حتى يقولها، وإذا قال: الحمد لله، فهي كلمة الشُّكر التي لم يَشكُرِ اللهَ عبدٌ قطُّ حتى يقولها، وإذا قال: الله أكبر، فهي تملأ ما بين السماء والأرض، وإذا قال: سبحان الله، فهي صلاة الخلائق التي لم يَدعِ اللهُ أحدًا من خلقه إلا قرره بالصلاة والتسبيح، وإذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: أسلَمَ عبدي واستسلم” [تفسير ابن كثير: 5/73].

وعدّ الصحابة رضوان الله عليهم هذا التسبيح من دلائل عظمة الله تعالى وقدرته، وتأييدًا منه لنبيّه صلى الله عليه وسلم:

عن أبي ذر رضي الله عنه قال:” إنّي لشاهدٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم في حلقة وفي يده حصى فسبَّحن في يده، وفينا أبو بكر وعمرُ وعثمانُ وعليٌّ، فسمع تسبيحهنّ مَن في الحلقة، ثمّ دفعهنَّ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فسبّحن مع أبي بكر، سمع تسبيحَهنَّ مَن في الحلقة، ثمّ دفعَهنَّ إلى النّبيِّ صلى الله عليه وسلم فسبَّحن في يده، ثمّ دفعهنَّ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى عمر فسبَّحن في يده، وسمع تسبيحَهنَّ مَن في الحلقة، ثم دفعهنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفّان فسبَّحن في يده، ثمّ دفعهنّ إلينا فلم يسبِّحن مع أحد منّا” – المعجم الأوسط للطبراني:1244 –

وعن عبد الله بن مسعود أنه قال:”كُنَّا نَعُدُّ الآيَاتِ بَرَكَةً، وأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا؛ كُنَّا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَقَلَّ المَاءُ، فَقالَ: اطْلُبُوا فَضْلَةً مِن مَاءٍ، فَجَاؤُوا بإنَاءٍ فيه مَاءٌ قَلِيلٌ، فأدْخَلَ يَدَهُ في الإنَاءِ، ثُمَّ قالَ: حَيَّ علَى الطَّهُورِ المُبَارَكِ، والبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ. فَلقَدْ رَأَيْتُ المَاءَ يَنْبُعُ مِن بَيْنِ أصَابِعِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وهو يُؤْكَلُ” [رواه البخاري: 3579].

فهل تفتر ألسنة المعظّمين لله تعالى بعد ذلك عن التسبيح ليل نهار ؟!!

سبحان الله وبحمده تقديسًا لذاته وتمجيدًا لجلاله..سبحان الله العظيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع:

– أفلا تتفكرون:عبد العزيز ناصر الجُلَيّل

– دراسات في الباقيات الصالحات:عبد الرزّاق بن عبد المحسن البدر

جميع الحقوق محفوظه مشروع تعظيم الله © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود
الأعلىtop