مرحباً بكم فى مشروع تعظيم الله

من فتاوى اللجنة الدائمة

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ)

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ)

السؤال الثاني من الفتوى رقم (١٥٤٢) [مجلد التفسير/ ص:103]:

 

السؤال:

ما تفسير هذه الآية: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

 

الجواب:

بعد أن وصف سبحانه بأنه لا إله إلا هو الحي الذي لا يموت، وأنه القيوم بشؤون عباده فلا وجود لهم ولا استقامة لأحوالهم إلا به مع غناه عنهم، وأنه العليم بكل شيء لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء أقام الدليل على ذلك بأنه وحده الذي يخلق الناس في أرحام أمهاتهم كيف يشاء على صور شتى وأحوال مختلفة من ذكر وأنثى، وحسن وقبيح، وشقي وسعيد، لا إله إلا هو له العزة وكمال القوة والغلبة، وله الحكمة البالغة في كل ما شرعه وخلقه وقضى به وقدره.

ومن ذلك خلقه لعيسى وتقديره سبحانه أن تحمل به أمه بلا أب، وأن يكون آية للناس على كمال علم الله وقدرته وبالغ حكمته، كما خلق آدم من تراب وقال له: (كن) فكان كما أراد الله، فلا حق لهما من العبادة، بل هو حق لرب العالمين وحده لا شريك له ، لا إله إلا هو القوي الذي لا يُغلب ولا يعجزه شيء، الحكيم في تدبيره، وفي خلقه وتشريعه. وفيها الرد على النصارى القائلين بأن عيسى عليه الصلاة والسلام هو ابن الله ؛ لأن الله هو الذي صوره في رحم أمه مريم، فكيف يكون ابنًا له أو إلهًا معه؟ تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا .

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو                    عضو                    نائب الرئيس                 الرئيس

عبد الله بن قعود        عبد الله بن غديان      عبد الرزاق عفيفي         عبد العزيز بن باز 

 

جميع الحقوق محفوظه مشروع تعظيم الله © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود
الأعلىtop