إنّ تعظيم الله تعالى أصل العبادة وحقيقتها، كما أنّ الله تعالى أمر العباد بتعظيمه، حيث قال: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}، إذ إنّ العظمة الكاملة لا تتحقّق إلا بالله عزّ وجلّ، ومن ينازع الله فيها فجزاؤه جهنّم، ودليل ذلك ما ورد في الحديث القدسي: (الكبرياءُ رِدائِي، والعَظمةُ إِزارِي، فمَنْ نازعَنِي واحِدًا مِنهُما قذَفْتُهُ في النارِ).
فالله تعالى عظيمٌ في ذاته، وفي أسمائه وصفاته، وفي ملكه وسلطانه، وفي ما خلق من المخلوقات، ومن مظاهر تعظيم الله تعالى؛ تكبيره عند رفع الأذان خمس مرّاتٍ في اليوم، وأداء الصلوات المفروضة بعد ذلك، وذكره وتسبيحه وتحميده وتقديسه بعد الصلاة، كما أنّ نوحًا -عليه السّلام- ذكّر قومه بعبادة الله وحده وعدم الإشراك به، فقال لهم: {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} أيّ أنّ قوم نوحٍ لم يكن لديهم تعظيمٌ لله تعالى ولا تقديرٌ له بقدره، ومن تعظيم العباد لله تعالى تقديم محبّته على محبّة غيره، والإكثار من حمده وشكره واستغفاره والإنابة إليه، وإقامة أوامر الشريعة الإسلامية، وعدم تجاوز حدودها.
كيفيّة تعظيم الله:
إنّ تعظيم الله تعالى من أجلّ العبادات القلبية، والواجب على المسلم أن يوقن ويعتقد بها اعتقاداً تاماً، فالإيمان بالله متوقّفٌ على تعظيمه، حيث قال: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا}. إلّا أنّ تعظيم الله تعالى يتحقّق بعدّة أمورٍ، وفيما يأتي بيان بعضٍ منها: