مرحباً بكم فى مشروع تعظيم الله

سلسلة مقالات (موقع تعظيم الله)

الله: المعبود الحق

الله: المعبود الحق

 

قال بعض السلف: لقد كنت في حال أقول فيها إن كان أهل الجنة في هذه الحال؛ إنهم لفي عيش طيب.

وطيب العيش في معرفة الله – سبحانه وتعالى – وتوحيده والإيمان به.

ولقد تعرَّف الله ﷻإلى نبيه موسى عليه السلام بأنه الإله الحق المستحق للعبادة وحده، قال تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي}[طه:14]؛ فقام موسى عليه السلام في مقام العبودية مقام العزم والجد، ولم يفتر عن ذلك حتى لقي ربه.

وعرَّف ﷻ عباده في كتابه أنه المعبود الحق، وأن عبادة غيره باطلة، قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}[الحج:6]، وقال :  {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِير}[الحج:62]،  وقال: {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِين}[النور:25]؛ فقام الموفقون منهم في مقام العبودية؛ حتى رضي عنهم ورضوا عنه.

وعرَّف النبي صلى ﷺ هذا الحق لله في الحديث الذي رواه البخاري بسنده عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: … «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» ([1]).

والإله: هو المألوه الذي يستحق أن يٌفرد بالعبادة وحده، ويُطَاع فلا يُعْصَى؛ هيبة له وإجلالاً، ومحبة وخوفاً ورجاء، وتوكلا عليه، وسؤالاً منه، ودعاء له، وصلاة ونحراً له، واستعاذة واستغاثة واستعانة به، وتوسلاً إليه، وحُكماً وقضاء له، وحَلِفَاً به، ورجاء الثواب منه، بل والحياة والموت له، فمن أشرك مخلوقاً في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الألوهية؛ كان ذلك قدحاً في إخلاصه في قول: (لا إله إلا الله)، ونقصاً في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك، وهذا كله من فروع الشرك .

وهذا هو التوحيد الذي بعث الله به رسله عليهم السلام؛ قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون}[الأنبياء:25]، وقال: {إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ}[فصلت:14].

والعبادة: هي الطاعة مع غاية الذل والخضوع، فإذا عبد الإنسان ربه؛ فقد وحَّده ولم يجعل معه إلهًا آخر ولا اتخذ إلهًا غيره: {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ} [الشعراء: 213].

ولما استقر في نفوس المؤمنين هذا المعنى؛ صدَّروا أدعيتهم بقولهم ” اللهم”،  فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ»، قَالَ: فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى»([2]).

 وعندما يدعو العبد ربه – عز وجل – ويقول: (ياألله أو: اللَّهم)؛ يجد راحة وطمأنينة وسعادة وأُنسًا بالله – عز وجل، ويُسْكَب في نفسه السرور والأمان والرجاء.

 

===============ـ

[1] صحيح البخاري: باب من جاهد نفسه في طاعة الله، (6500).

[2] سنن الترمذي: باب جامع الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم، (3475)، قال الألباني صحيح.

جميع الحقوق محفوظه مشروع تعظيم الله © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود
الأعلىtop