مرحباً بكم فى مشروع تعظيم الله

وفي كل شيءٍ له آيةٌ   :::   تدل على انه واحد

رحلة الشتاء والصيف

وفي كل شيءٍ له آيةٌ   :::   تدل على انه واحد

لست أقصد برحلة الشتاء والصيف هنا رحلة قريشٍ إلى الشام واليمن للتجارة كما ذكره القرآن الكريم، بل أعني تقلب الفصول الذي يتبعه تغير الطقس والأجواء.

فمن يتأمل كيف تتعاقب الفصول، وكيف تتبدل الأجواء، ــــ ما بين حرٍ شديد تضجر معه النفوس، وتضيق به الأبدان، إلى بردٍ معتدل، وبردٍ شديد ـــ يدرك يقيناً عظمة الله وقدرته.

فبقدرته سبحانه يكوّر الليل على النهار ويكوّر النهار على الليل فتتعاقب الفصول، وبقدرته تصير الشمس لهباً لاذعاً، شديدة الحرارة، ثم ما تلبث أن تذهب تلك الحرارة الشديدة ويعقبها اعتدالٌ للبرد ثم اشتداد.

كل ذلك بتقدير منه وحكمة، وتدبيرٍ للخلق ورحمة، وفي ذلك يتبين ملكه وعظمته وسعة سلطانه، فهو المتصرف ـــ سبحانه ــ في الكون بما يشاء، ولو اجتمع الخلق كلهم من أولهم إلى آخرهم على أن يغيروا شيئاً من نظام الكون ما استطاعوا.

وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ : يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا ، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ : نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ).

فالمُوَفَّق من جعل في تقلب الفصول عبرة، وازداد من ربه قربة، والمحروم من حُرم ذلك، أو طغت عليه نفسه فأردته في المهالك.

يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۝ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ۝ ).

إنّه سبيل المؤمنين .. التفكر في خلق الله الداعي إلى تعظيمه وإجلاله سبحانه.

إنّ اختلاف الليل والنهار آيةٌ بليغة لا يعيها إلا أهل الإيمان الراسخ، والعمل الصالح، فيزداد تعظيم الله في قلوبهم، وتكبر خشية الله في نفوسهم.

فتأمل واستشعر هذه المعاني وأنت تنعم بهذه الأجواء، ولا يكن الأمر عابراً فتقع في غفلة القلب، وخمول الروح، وكسل البدن.

جعلنا الله وإياكم من المتفكرين المعتبرين، وله من المعظمين، ولآلائه من الشاكرين

والحمد لله رب العالمين،،

الكلمات المفتاحية

جميع الحقوق محفوظه مشروع تعظيم الله © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود
الأعلىtop