مرحباً بكم فى مشروع تعظيم الله

من كتاب: تعظيم الله جل جلاله تأملات وقصائد د. أحمد المزيد

من صفات المعظم لله عز وجل

من صفات المعظم لله عز وجل

إن تعظيم الله تبارك وتعالى له دلالات تظهر على المتحلي به، وتجد تلك الدلالات تتجلى في أقواله وأفعاله وسلوكه وأفكاره، ونجمل في هذا المقال بعض تلك الدلالات والصفات للمعظم لله تبارك وتعالى:

 الصفة الأولى:

المعظم لله عز وجل متوازنٌ من جميع الجوانب يحمل همَّ الآخرةِ ولا ينسى نصيبه من الدنيا، معظِّمٌ لأمر الله ونهيه في كلِّ زمان ومكان، محققٌ لتوحيد الله على أكمل وجه، سالم من الشرك بجميع صورِه، مؤدٍّ واجباته الدينية على أكمل وجه، من صلاة وزكاة وصيام وحجٍّ وغيرِها من الفرائض والواجبات، وهو كذلك من أعظم الناس تأديةً للحقوق وأعظمِها: حقُّ الوالدين، والأبناء والزوجة والأرحام والجيران والأصدقاء والأطفال والفقراء وغيرِهم.

 الصفة الثانية:

المعظم لله عز وجل مجتنب للمحرمات عبوديةً لله عز وجل خوفًا ورجاءً ومحبة لله، ولذلك فإنه يجتنب المحرَّمات في سائر الأماكن داخل وطنه وخارجه، إذا رآه الناس وإذا لم يروه؛ لأنه لا يراقب إلا الله عز وجل، فسَلِمَ بذلك من التناقضِ والازدواجية.

الصفة الثالثة:

المعظم لله عز وجل لا يقتصر على ترك المحرمات الظاهرةِ فقط، بل يهتمُّ بتطهير قلبه من المحرمات الباطنة كالكبر والغلِّ والحسد والبغضاء والرياء والسمعة والغرور وغير ذلك.

الصفة الرابعة:

المعظم لله عز وجل يهتمُّ بتحلية قلبه بالقيمِ والعبادات القلبية كالصدق والإخلاص والمحبة والصبر والتوكل والإنابة وغيرِها.

الصفة الخامسة:

المعظم لله عز وجل معظمٌ لجناب النبيِّ  ﷺ مدافع عنه محبٌّ له، يشرف بالتأسي به والانضواء تحت لوائه ولذلك فإنه يقتدي به في كلِّ الأمور، ويدعو إلى سنته، ويبين فضائِله ومحاسنه وكمال أخلاقه وآدابه ﷺ.

الصفة السادسة:

المعظم لله عز وجل لا يُقدِّم على الكتاب والسنة شيئًا من الآراء والأهواء والأقوال والعادات، كما أنه ملتزمٌ بمنهج الوسطية في عباداته وتعاملاته كلِّها سالم من التطرف والغلوِّ والبدع والضلالات.

الصفة السابعة:

المعظم لله عز وجل هو الساعي الحقيقيُّ لإعمار الوطن وتنميتِه عبادةً لله في سائر المجالات الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والسياسية والصحية والتعليمية والأمنية وفق الكتاب والسنة، حيث يجعل من هذه الحياة مزرعةً للآخرة وممرًّا إليها، ولذلك فإنه من أكثر الناس إتقانًا لعمله وإحسانًا له.

الصفة الثامنة:

المعظم لله عز وجل لا يبخل بالخير على الناس، بل يدلُّ الناس على كلِّ خيرٍ طلبًا لمرضات الله، ويغلق كلَّ باب من أبواب الضرر والفساد والإيذاء وذلك؛ لأنه من أصدق الناس نصحًا لمجتمعه ووطنه.

الصفة التاسعة:

المعظم لله عز وجل يتفاعل مع مجتمعه بأمرِه بالمعروف ونهيه عن المنكر واصل لرحمه، راع لجارِه، مساعد للمحتاج، زائر للمريض، مصلح بين المتخاصمين، مشارك في أفراح مجتمعه.

الصفة العاشرة:

المعظم لله عز وجل يعمل بشمولية الإسلام الواسعة، ويرسخ مبادِئه في كلِّ الأمور، ويدخل في السِّلم كافة، ولا يختزل الدين في قضايا يحددها لنفسه، أو يحددها له غيرُه، وإنما يعظمُ ما عظمَهُ اللهُ ورسولُهُ، لا ما عظمته الأهواء والعادات والتقاليد والمجتمع والبيئة، وهو من خلال ذلك يقدم مصلحة الأمة والمجتمع على مصالحه الشخصية الفردية المحدودة.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المعظمين له ولكلامه ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

 

من كتاب: تعظيم الله جل جلاله تأملات وقصائد د. أحمد المزيد

جميع الحقوق محفوظه مشروع تعظيم الله © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود
الأعلىtop