يُعدّ التوحيد أوّلَ منزلٍ في طريق السائرين إلى الله، وهو المشترك الأوّل في دعوة الرّسل -عليهم السلام- جميعاً، قال تعالى: {وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ} [النحل: 36].
وإن توحيد الألوهية لهو الدلالة العملية من العبد على تعظيمه لربه، حيث يمتثل أوامره، مما افترضه عليه، أو استحبه منه، ويجتنب نواهيه، مما حرمه عليه، أو كرهه منه.
قال تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].
وقال تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [الحج: 30]
وقال تعالى: {قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلـهُكُم إِلـهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].
فتبرز أهمية توحيد الألوهيّة من حيث كونه متعلّقاً بأفعال العباد، فالعباد يُفردون الله بالعبادة الظاهرة؛ كالحجّ والصلاة وغيرها، والعبادة الباطنة؛ كالخوف، والرجاء، والتوكّل، وغيرها، وعلى هذا فالجانب العلميّ في توحيد الأوهية أكثر وضوحاً منه في توحيد الربوبية.