خطبة | تعظيم الله تعالى وتعظيم شعائره
الشيخ/ ماهر المعيقلي
عناصر الخطبة:
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله الكبير المتعال، ذي العظمة والجلال، يسجد له مَنْ في السماوات طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدو والآصال، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا نِدَّ له ولا مثال، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، عظيم الأخلاق وطيب الخصال، وخير مَنْ تقرَّب إلى الله بالإعظام والإجلال، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى أصحابه والآل، ومن تبعهم بإحسان ما تجددت البكور والآصال.
أما بعد معاشر المؤمنين: اتقوا الله حق التقوى، واشكروه على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وتذكروا قول الحق -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].
أمة الإسلام: إن تعظيم الله -جل جلاله وتقدست أسماؤه- أصل في تحقيق العبودية؛ فالإيمان بالله مبنيّ على التعظيم والإجلال، فلا يصح الإيمان ولا يستقيم الدين إلا إذا مليء القلبُ بتعظيم رب العالمين، وكلما ازداد المرء بالله علما ازداد له تعظيما وإجلالا، فهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- يُخبر عن حال الروح الأمين؛ جبريل -عليه السلام- عند ربه فيقول: ((مررتُ ليلةَ أُسْرِيَ بي بالملأ الأعلى، وجبريلُ كالحِلْسِ البَالِي من خشية الله))؛ يعني: كالثوب البالي؛ خشيةً وتعظيمًا وإجلالًا لله -تعالى-.
وأما الملائكة الكرام: فكان إذا تكلم سبحانه بالوحي أرعدوا من الهيبة حتى يلحقهم مثل الغشي، (حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [سَبَأٍ: 23].
وأخبر صلى الله عليه وسلم من تعظيم الملائكة لخالقها: ((أنه ما في السموات السبع موضع أربعة أصابع إلا ومَلَك واضع جبهته ساجدا لله -تعالى-))، وأما رُسُل الله وأنبياؤه -عليهم السلام-: فإنهم لَمَّا عرفوا الله حقَّ معرفته عظَّمُوه حقَّ تعظيمه، ودعوا أقوامَهم إلى خشيته، والخوف من عذابه ونقمته، فقال نوح -عليه السلام- لقومه: (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) [نُوحٍ: 13-14]؛ أي: ما لكم لا تعظمونه حق تعظيمه، وقد خلقكم أطوارا؟ (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا) [نُوحٍ: 15-16].
وفي (صحيح مسلم) قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يطوي اللهُ -عز وجل- السماواتِ يومَ القيامةِ ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله، ثم يقول: أنا الْمَلِك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟)) (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الْأَنْبِيَاءِ: 104].
و(في الصحيحين) جاء حَبْرٌ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد، إن الله -تعالى- يُمسك السماوات يوم القيامة على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخَلْق على إصبع، ثم يَهُزُّهُنَّ فيقول: “أنا الملك، أنا الملك”، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ تعجبًا مما قال الحَبْرُ، تصديقًا له، ثم قرأ: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزُّمَرِ: 67].
إنه الله ذو الجلال والإكرام، (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [الرَّحْمَنِ: 29]، يغفر ذنبًا، ويكشف كربًا، ويُغني فقيرًا، ويهدي ضالًّا، يشفي مريضًا، ويعافي مُبْتَلًى، ويقبل تائبا، وينصر مظلوما، ويقيل عثرةً، ويستر عورةً، ويؤمن روعة، يخفض القسطَ ويرفعه، يُرفع إليه عملُ الليلِ قبلَ عملِ النهارِ، وعملُ النهارِ قبلَ عملِ الليلِ، حجابُه النورُ، لو كشفه لأحرقت سبحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصرُه من خلقه، يمينه ملأى لا تُغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتُم ما أنفق منذ خلق الخَلْق، فإنه لم يغض ما في يمينه، وفي الحديث القدسي، يقول الرب -جل جلاله-: ((يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيتُ كلَّ إنسان مسألتَه ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيطُ إذا أُدْخِلَ البحرَ)) (رواه مسلم).
إنه الله ذو الجلال والإكرام، مستوٍ على عرشه، يكلِّم ملائكتَه، ويدبِّر أمرَ عباده، ويسمع أصواتَ خلقه، ويرى أفعالَهم وحركاتهم، ويشاهد بواطنَهم كما يشاهد ظواهرَهم، يُعِزّ مِنْ خلقه من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الْإِسْرَاءِ: 44].
إنه الله ذو الجلال والإكرام، عظيم في ربوبيته، عظيم في ألوهيته، عظيم في أسمائه وصفاته، عظيم في مُلْكِه وخَلْقه، عظيم في حكمته ورحمته، عظيم في تدبيره شئون خلقه، عظيم في الفصل بين عباده، وكل عظمة في الوجود فهي دليل على عظمة خالقها ومدبرها، قال أبو القاسم الأصبهاني: “العظمة صفة من صفات الله، لا يقوم لها خلق، والله -تعالى- خلق بين الخلق عظمة، يعظِّم بها بعضُهم بعضًا؛ فمن الناس من يُعَظَّم لمال، ومنهم من يُعَظَّم لفضل، ومنهم من يُعَظَّم لعلم، ومنهم من يُعَظَّم لسلطان، ومنهم من يُعَظَّم للجاه، وكلُّ واحد من الخلق إنما يُعَظَّم لمعنى دون معنى، والله -عز وجل- يعظَّم في الأحوال كلها؛ فينبغي لمن عرف حقَّ عظمة الله ألا يتلكم بكلمة يكرهها اللهُ، ولا يرتكب معصيةً لا يرضاها اللهُ؛ إذ هو القائم على كل نفس بما كسبت” انتهى كلامه -رحمه الله-.
إخوة الإيمان: مهما اجتهد الخلق في تعظيم الله -تعالى- فإنهم عاجزون عن تعظيمه كما ينبغي لجلاله، فحقُّه -عز وجل- أعظمُ، وقدره أكبر، ولكن المؤمن يبذل في ذلك وسعه، والعظيم -سبحانه- لا يخيِّب سعيَه، ولا يضيِّع عملَه، ويجزيه على قليل العمل أعظمَ الجزاءِ وأوفاه.
وإن من أعظم ما يُعين العبدَ على استشعار عظمة خالقه: التأملُ في عظيم أسمائه وجليل صفاته، والتفكر في آياته ومخلوقاته الدالَّة على عظمة خالقها، وكمال مبدعها، (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الْأَعْرَافِ: 54].
بارك الله لي ولكم في القرآن والسُّنَّة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفارا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يليق بجلال ربنا وعظمته وكماله، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله، وعلى من سار على نهجه ومنواله.
أما بعد معاشر المؤمنين: إن مَنْ عَظَّمَ اللهَ -تعالى- وقَف عند حدوده، ولم يتجرأ على مخالفته، فإن عظمة الله -تعالى- تقتضي تعظيم حرماته، والاستسلام لأمره ونهيه، والتسليم لشريعته، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الْحَجِّ: 32]، والشعائر جمع شعيرة؛ وهي كل ما أمر الله به من أمور دينه، ومن أعظم هذه الشعائر ما خصه الله -تعالى- في كتابه، وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- من تعظيم الشهر الحرام، والبلد الحرام، وما يتعلق بذلك من مناسك وشعائر الحج والعمرة؛ من طوافٍ وسعيٍ ووقوفٍ ومبيتٍ ورميٍ، ويجلِّل ذلك كلَّه شعارُ التوحيد ودثارُه: ((لَبَّيْكَ اللهمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شريكَ لكَ لَبَّيْكَ، إن الحمدَ والنعمةَ لكَ والْمُلْكَ، لا شريكَ لكَ)).
أمة الإسلام: لقد خصَّ اللهُ -تعالى- مكة من بين سائر البلاد فحرَّمها يومَ خلَق الأرضَ والسماوات، وأضافها سبحانه إليه تعظيمًا لشأنها، وإجلالا لمكانتها، وتوعَّد مَنْ نوى الإخلال بأمن حرمه، وَهَمَّ بالمعصية فيه أن يذيقه العذاب الأليم، (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)[الْحَجِّ: 25]، فكيف بمن تلبَّس بجُرمه؟ فإن أمره أعظم ووعيده أشد، وهو -والعياذ بالله- من أبغض الناس إلى الله -تعالى-، ففي (صحيح البخاري) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أبغض الناس إلى الله ثلاثة… وذكر منهم: ملحد في الحرم)) أي: ظالم مائل عن الحق والعدل؛ بارتكاب الذنوب والمعاصي في الحرم.
فيا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: لا تزال هذه الأمة بخير ما عظَّمُوا حرمةَ مكة، وما عظَّمُوا الكعبةَ، ففي مسند الإمام أحمد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها، فإذا تركوها وضيعوها هلكوا)).
وإن من تعظيم هذه الشعيرة العظيمة: استشعار هيبة المشاعر؛ بتوحيد الله وطاعته، والتحلي بالرفق واللِّين والسَّكِينَة، والتزام التعليمات والأنظمة، والبعد عن الفسوق والجدال والخصام؛ فلا مجالَ في هذه المشاعر المقدسة؛ نعم لا مجالَ في هذه المشاعر المقدسة للشعارات الطائفية أو السياسية، وإنما جُعلت هذه الشعائرُ للإكثار من ذكر الله -تعالى-، واستغفاره ودعائه، (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ) [الْبَقَرَةِ: 198-200].
حجاج بيت الله الحرام: إن من نعمة الله -تعالى- على عباده المؤمنين أن سخَّر لبيته من يقومون على خدمته والعناية به ورعايته، فشرَّف اللهُ بلادَ الحرمين، المملكة العربية السعودية فقامت بذلك خيرَ قيام، وبذلت وسعَها وسخَّرت أجهزتَها وإمكاناتها، وهيَّأَت أسبابَ التسهيلِ والراحةِ، والأمنِ والسلامةِ، فجزى الله خيرا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، على ما يوليانه من عناية خاصة، ورعاية للحجاج والمعتمرين والزائرين، أدام الله أمن هذه البلاد وأمانها وعزها ورخاءها.
ثم اعلموا معاشر المؤمنين أن الله أمركم بأمر كريم ابتدأ فيه بنفسه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا، رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، أصلح لنا شأننا كله، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدَّيْنَ عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، برحمتك وفضلك يا منان، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفِّق إمامنا بتوفيقك، وأيِّده بتأييدك، اللهم هيئ له البطانة الصالحة الطيبة المباركة، التي تدله على الخير وتعينه عليه، اللهم وَفِّقْهُ ووليَّ عهده لما فيه خير للبلاد والعباد، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين، اللهم ثقِّل بالحسنات موازين كلِّ مَنْ خدَم حجاجَ بيتك الحرام، اللهم ثقِّل بالحسنات موازين كلِّ مَنْ خدَم حجاجَ بيتك الحرام، برحمتك يا رب العالمين، وبارك له في عمله، وارض عنه يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، ويسِّر أمورنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، اللهم وفِّق حجاجَ بيتِكَ الحرام، وتقبَّل منهم حجهم وسائر أعمالهم، اللهم رُدَّهُمْ إلى أهليهم سالمين غانمين، برحمتك وفضلك وجودك يا أرحم الراحمين، اللهم انصر جنودنا المرابطين على حدود بلادنا، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز، يا ذا الجلال والإكرام.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].