أعظم مخلوق (عاقل) وصفه لنا الرسول ﷺ بالأرقام
أكبر من الأرض وأعظم من الشمس
الإنسان والجن والملائكة هم فقط ـ حسب علمنا ـ من خلقهم الله بعقول.
والملائكة عالم غيبي خُلقوا من نور وخلقوا قبل البشر، وهم مجبولون على عبادة الله وطاعته دون خيار آخر.
لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وهم جنس واحد فلا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة، ولا يتناسلون، ولا يأكلون، ولا يشربون، ولا ينامون، ولا يمرضون، ولا يموتون،
ولهم أو لبعضهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع، بل جبريل له 600 جناح، وبعضهم قادر على التشكل بصورة إنسان كما فعل
جبريل عليه السلام، وهم خلق جميل وكريم، والإيمان بوجودهم ركن من أركان الإيمان.
ولا يعلم عددهم إلا الله،
ويكفي أن تعلم أن كَتبة الأعمال ضعف عدد البشر، وفي كل يوم يحج 70 ألفاً للبيت المعمور ولا يعودون إليه، ومن يجر جهنم يوم القيامة عددهم 4,900,000,000 ملك، ((يؤتى بجهنم يوم القيامة يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)) هذا إذا كان العدد مقصوداً في الحديث.
وسيطيش عقلك عندما تعلم أن الرسول ﷺ قال: ((أتسمعون ما أسمع؟)) قالوا: ما نسمع من شيء! قال: ((إني لأسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط، ما فيها موضع شبر إلا عليه ملك ساجد أو قائم)).
هنا تدرك أنه لا يحصيهم إلا الذي خلقهم.
ولا نستطيع رؤيتهم على حقيقتهم؛ فلم يهيئنا الله لذلك، ولم يرَ الملائكة في صورتهم الحقيقية أحد من الأمة إلا الرسول ﷺ في غار حراء، وأخرى في رحلة المعراج، ودونكم وصف حملة العرش منهم.
قال الرسول ﷺ: ((أُذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله، من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام))، وفي رواية: ((مسيرة سبعمائة عام للطائر السريع في انحطاطه)).
وحتى تدرك هذا الوصف العظيم من الرسول الكريم دعنا نحسبها وفقاً للمقاييس الدنيوية التي نعلمها (والله أعلم بالحقيقة المطلقة).
جدلاً نختار سرعة الشاهين كأسرع طائر في الأرض (سرعة انحطاطه تقدر بـ 380 كم/س تقريباً) ونضربها بـ 700 عام، النتيجة مدهشة!! والقياسات مرعبة!!️ والأرقام يطيش لها العقل ذهولاً، فالمسافة بين شحمة أذن المَلَك (من حملة العرش) وعاتقه (وهو ما بين الكتف والعنق) يساوي 2,330,160,000 كم (2 مليار و 330 مليون و160 ألف كم)، أي بعبارة أخرى الحيز ما بين أذن وكتف الملك يستوعب 183 كرة أرضية.
فسبحان من (بيده) ملكوت السموات والأرض. أي أن المسافة ما بين الشمس والأرض (150 مليون كم) لا تتسع لما بين شحمة أذن الملك وعاتقه!! فكيف بطول المَلَك نفسه؟ آمنت بالله رباً.
ولو ـ جدلاً ـ كانت نِسب أعضاء المَلَك لبعضها كالإنسان، فإن المسافة من هامة رأسه إلى أخمص قدميه وفقاً للمعيار السابق تساوي 33,010,600,000 /33 مليار، و10 مليون، و600 ألف كم!!
أي أن مساحة النظام الشمسي برمته، من الشمس حتى أقصى كوكب (بلوتو 6 مليار كم) لا تستوعب طول مَلَك واحد من حملة العرش (33 مليار كم)!!
بعبارة أخرى لو سافرنا بسرعة سفينة الفضاء (54,400 كم/ساعة) لاستغرقت الرحلة بين هامة رأسه وأخمص قدميه 12 سنة تقريباً. هذا وفق قياسات دنيوية تقريبية، ولا نعلم الحقيقة المطلقة كيف هي؟
هذا حجم مَلَكٍ واحد!! {ومَا يَعْلمُ جُنُودَ ربِّكَ إلا هُو}،
فكيف بهيئة جبريل عليه السلام؟! أو حجم الكرسي الذي وسع السموات والأرض؟!! أو حجم العرش الذي لا يقدر قدره إلا من استوى عليه؟!
هذه مخلوقات الله، فكيف بالخالق الظاهر الباطن الأول الآخر سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
﴿ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَٰطِلًا سُبْحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾.
هنا فقط تذرف العين دموع الخوف والمحبة والرجاء، هنا فقط يقشعر بدن الإنسان هولاً وذهولاً، هنا فقط يتلعثم اللسان وترتجف الأركان .. فقلوبنا وعقولنا أهون وأضعف من أن تدرك خلقاً من خلقه، فكيف بالخالق ذاته؟!!
هنا فقط أتوقف عن الكتابة، فما عاد للعين أن تبصر الشاشة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.